responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 200
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اى اسلموا وانقادوا وامتثلوا بعموم أوامر كتابك واجتنبوا عن نواهيه وآمنوا ايضا بجميع الكتب والرسل وجميع الأنبياء ذوى الأديان وغيرهم لتمكنهم في مقر التوحيد البحت الخالص عن شوب الكثرة وَالَّذِينَ هادُوا اى الممتثلون بجميع ما امر في التورية ونهى عنه الى ان وصلوا الى مرتبة التوحيد المسقط للاختلافات الصورية والمعنوية وَالصَّابِئُونَ الذين يتوسلون بالملائكة في عموم عباداتهم لا الصابئون الطبيعيون الذين هم يعبدون الكواكب من قصور نظرهم وكثافة حجبهم وَالنَّصارى الذين يعملون على مقتضى الإنجيل بلا فوت شيء من أوامره ونواهيه مَنْ آمَنَ منهم بِاللَّهِ المتوحد بذاته المستغنى عن الأشباه والأنداد مطلقا ووصل بمتابعة كتبه المنزلة ورسله المبينين لكتبه الى توحيده وَالْيَوْمِ الْآخِرِ المعد للكشف والوصول وَعَمِلَ عملا صالِحاً بطريق توحيده فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ في سلوكهم وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ بعد ما وصلوا إذ كل ما جاء من عند الله انما هو بمقتضى توحيده مبين له وان كانت الطرق متعددة بتعدد الأوصاف والأسماء الإلهية لكن كل منها موصلة اليه سبحانه إذ ليس وراء الله مرمى ومنتهى لذلك قيل التوحيد إسقاط الإضافات رأسا حتى يتحقق الفناء فيه والبقاء به بل لا فناء ولا بقاء في مرتبة العماء أصلا حارت في ملكوتك عميقات مذاهب التفكر
والله لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ على لسان أنبياءهم ان لا تشركوا بالله ولا تخاصموا مع أنبيائه ورسله وَبعد ما أخذنا منهم الميثاق أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلًا مبشرين ومنذرين وصاروا من خبث بواطنهم كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ الله بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ وبما لا ترضى به عقولهم فَرِيقاً منهم كَذَّبُوا الرسل وعموم ما جاءوا به من عندنا عنادا ومكابرة وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ الأنبياء ظلما وعدوانا
وَهم من غاية عمههم واعراضهم عن الحق حَسِبُوا وظنوا بل تيقنوا أَلَّا تَكُونَ ولا تدور عليهم فِتْنَةٌ مصيبة وبلاء بواسطة التكذيب والقتل فَعَمُوا لذلك عن امارات الدين وعلامات التوحيد واليقين وَصَمُّوا عن استماع دلائل التوحيد والعرفان ثُمَّ بعد ما تنبهوا وتابوا مخلصين تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ اى قد عفا عنهم وقبل توبتهم ثُمَّ بعد ما تابوا عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ مرة اخرى لخباثتهم الجبلية وَبالجملة اللَّهُ المطلع بعموم حالاتهم بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ اى بعموم أعمالهم التي عملوها بمقتضى اهويتهم الباطلة وآرائهم الفاسدة يجازيهم عليها بمقتضى علمه وخبرته
والله لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا من غاية جهلهم بالله وبما لا يليق بشأنه إِنَّ اللَّهَ المتجلى على عروش عموم ما كان ويكون شهادة وغيبا هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ اى متحد به محصور عليه افراطا وغلوا وَقالَ الْمَسِيحُ لهم حين سمع منهم ما قالوا في حقه وغلوا يا بَنِي إِسْرائِيلَ التائهين في تيه الجهل والضلال اعْبُدُوا اللَّهَ المنزه عن الحصر والحلول والاتحاد وعن مطلق التعينات والفضول ولا تحصروه لا في ولا في غيرى بل انقادوا رَبِّي الذي رباني بأنواع اللطف والكرم وَرَبَّكُمْ ايضا بافاضة العقل الموصل لكم الى معرفته وتوحيده واعلموا انه لا فرق بيني وبينكم في العبودية والمربوبية ولا تشركونى معه إذ انا ايضا من جملة عبيده إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ المنزه عن الشريك مطلقا غيره من مخلوقاته فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ الغنى بذاته عن مطلق الشرك والايمان عَلَيْهِ الْجَنَّةَ المعدة للسعداء الموحدين بل وَمَأْواهُ وما يأوى اليه النَّارُ المعدة للأشقياء المردودين المشركين وَاعلموا ان ما لِلظَّالِمِينَ المفترين على الله ما هو بريء

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست